سورة النمل - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النمل)


        


{وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ}.
في آية أخرى بَيَّنَ أنه سأله، وقال له على وجه التقرير: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} [طه: 17] وأجابه بقوله: {هِىَ عَصَاىَ} [طه: 17] وذَكَرَ بعضَ مَا لَه فيها من المآرب والمنافع، فقال الله: {وََألْقِ عَصَاكَ}، وذلك لأنه أراد أَنْ يُرِيَه فيها من عظيم البرهان ما يجعل له كمالَ اليقين.
وألقاها موسى فَقَلَبَهَا اللَّهُ ثعباناً، أولاً حيةً صغيرةً ثم صارت حيةً كبيرةً، فأوجس في نفسه موسى خيفةً وولَّى مُدْبِراً هارباً، وكان خوفه من أن يُسَلِّطَهَا عليه لمَّا كان عارفاً بأن الله يعذِّبَ مَنْ يشاء بما يشاء، فقال له الحقُّ: {يَا مُوسَى لاَ تَخَفْ إِنِّى لاَ يَخَافُ لَدَىَّ الْمُرْسَلُونَ}.
أي لا ينبغي لهم أن يخافوا.


وهذا يدلُّ على جواز الذَّنْبِ على الأنبياء عليهم السلام فيما لا يتعلق بتبليغ الرسالة بشرط تَرْكِ الإصرار. فأمَّا مَنْ لا يُجِيزُ عليهم الذنوبَ فيحمل هذا على ما قبل النبوة.
فلمَّا رأى موسى انقلابَ العصا عَلِمَ أَنَّ الحقَّ هو الذي يكاشفه بذلك.
ويقال: كيف عَلِمَ موسى- عليه السلام- أَنَّ الذي سمعه كلامُ اللَّهِ؟
والجواب أنه بتعريفٍ منه إياه- ويجوز أن يكون ذلك العلم ضرورياً فيه، ويجوز أن يكون كَسْبياً، ويكون الدليل له الذي له الذي به عَلِمَ صِدْقَه في قوله: {إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ} هو ما ظهر على يَدِهِ- في الوقت- من المعجزة، من قَلْبِ العصا، وإخراج يده بيضاء.


من غير سوءٍ أي بَرَصٍ. وفي القصة أن موسى عليه السلام ذَكَرَ اشتغال قلبه بحديث امرأته، وما أصابه تلك الليلة من الأحوال التي أَوْجَبَتْ انزعاجَه، وقَصْدَه في طلب النار، فقال الله تعالى: «إنا قد كفيناكَ ذلك الأمرَ، ووكلنا بامرأتِكَ وأسبابك، فجمعنا أغنامَك وثيرانَك، وسَلِمْتَ لَكَ المرأةُ».

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8